نمذجة منهج بن خلدون في الحالة المعاصرة

فالحالة العربية والإسلامية المعاصرة لا تختلف كثيراً عما كانت عليه زمن العلامة بن خلدون إلا في مساحة ومواقع الاقاليم وفاعلية الأُسر الحاكمة وضخامة الأخطارالأسيوية (تيمورلنك ) والأوروبية (الأسبان ) وضراوة الإقتتال والتآمر بين ممالك المسلمين  وتنافر بين الأعلام ومجتمعات  مسلمة في الشرق والغرب في حالة يرثى لها ولم تسلم من اجتياح الطاعون الذي قتل والديه وأغرق الإعصار زوجته وأولاده وذهب بمتاعه وهم في الطريق الى مصر       

أبن خلدون (عبدُالرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن خلدون، ولد عام 732هـ، وتوفي 808 هـ من جذور حضرميه  ولد في تونس وعاش وتنقل وخالط الحكام والأعلام في بلاد المغرب والأندلس والشام واستقر ومات في مصر) 

أهمية فكر ومنهج بن خلدون :

فقد تميزت كتاباته بدقة  الفقيه وعمق المربي  ومنهجية الباحث والمصلح  ( منهجية يغلب عليها الطبيعة الوصفية التحليلية ) واهتم بما ينفع الناس ويصلح حياتهم ويصون عقيدتهم ويرشّد حركتهم وينمي علاقاتهم ومهاراتهم عكف على كتابة المقدمة ثم العِبر وتناول في مؤلفاته  علوم ومعارف وتاريخ وشعوب وقبائل ولهجات وعادات وطبائع وصنائع  فضلاً عن تناوله لقضايا الامة ومسائل تعد أسس نظريات لاحقة في العلوم الإنسانية

لم يهمل العموميات والكليات ولكنه أنشغل بما يصلح التطبيق والسلوك بعدالة وإنصاف وحصافة لم نعهدها في غيره من الاعلام وهذا من وجهة نظري ما تحتاجه اللحظة الراهنة فيما يمكن أن نطلق عليه التطبيق المنصف

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.