مشاهد الصلوات وكهنة الظلمات

واجهت الدعوة الإسلامية منذ إشراقها أصنافاً شتى من الحروب المباشرة والمؤامرات والتضحيات وأنتصرت في أغلب حروبها المباشرة مع غير المسلمين لأسباب عديدة منها وضوح هوية الأمة وقادتها ومرجعيتها وشموخ قادة الفكر والفقه الإسلامي وأنكسرت في أغلب صراعاتها الداخلية لانتفاء أسباب النصر وكأنما أعداء هذه الدعوة الخالدة قاموا بنمذجة وقائع وتاريخ المؤامرات وما ورد في القرآن والسنة وسيرة الصحابة من أساليب  الخلط والحرب النفسية وخداع الناس واختلاق الأكاذيب وتسخير ذوي الأطماع ودس أعوانهم وأبناءهم في صفوف المسلمين حتى يظن الواهم أن نور هذه الدعوة المباركة  قد خَفَتَ أو أوشك وهذا جلي منذ صراع مشركي الجزيرة وكيد بني يهود والمرتدين ومدعي النبوة ومسعري الفتنة الكبرى والخوارج والقرامطة وغيرها من الفِرق العقدية والحركية  وتأسيس حكم الأُسر ونشأت الشعوبية ودخول البابوية والُأسر الحاكمة  حلبة المواجهة

واستقرت خلاصة هذه النمذجة إلى حتمية إنتصار الإسلام في أي مواجهة مباشرة لذا أعتمدوا على استراتيجية إقصاء الإسلام عن واقع حياة المسلمين  وكان السبيل لذلك إنشاء  فرق موالية لهم ومدمرة لجوهر الإسلام  كالبهائية والقديانية وغيرها  وتأسيس وتمويل جماعات عنف لتنفير المجتمعات من الإسلام والمسلمين وسخروا كل أدواتهم لإرساء وصف الدعوة والدعاة بالإرهاب وإبراز نماذج أدعياء وموالين لهم حساباتهم ونشر فكرة القوميات كالقومية العربية والكُردية والتركية والطورانية والأمازجية والزنجية وغيرها وأثروا وتبنوا فكرة تأسيس دويلات وإمارات فروجوا لفكرة الكراهية المتبادلة بين الترك (العثمانيين ) والعرب القوميين والعلمانيين وغيرهم …واستقطاب أدعياء وتنصيبهم على محافل الفكر والأدب والملة والقوة بدعم مباشر وغير مباشر من أندية وسفارات وغيرها ولكن كانت محصلة القرون الآخيرة من الزمان (19-20—21 ) إنكسارات  ظاهرية متتالية لكل ما هو إسلامي وهزيمة حضارية عقائدية لكل المعاديين للدعوة الإسلامية ليصبح عدد المقبلين على الإلتزام بفكرة الإسلام الوسطية (رغم الظروف ) كبير جداً ويصبح موجات الإقبال على إعتناق الإسلام في العالم وبناء دور العبادة للمسلمين أمراً واقعاً مذهلاً … حتى تأتينا الأخبار أمس بصلوات عيد للمسلمين في أكبر ميادين موسكو (موطن الإلحاد )وفي ميادين أغلب دول العالم حتى في الدول التي حرمت الميادين على المشاه العابرين كان تجمع المسلمين لأداء الصلوات مذهلاً ومبشراً لقلوب العابدين ومخجلاً ومحبطاً لكهنة الظلمات  والله غالب على أمره  

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *