قرار اختيار شريك الحياة  والزواج  له خصوصيته من حيث المعايير والاسس والقيم والميول والأعراف والمصالح  والذي يعبر عنه واقعياً بالتوافق الإجتماعي الاقتصادي والديني والتعليمي والطباع الشخصية والآمال والأهداف المشتركة وقد لا يشترط توافق العادات فكل فئة وكل طبقة إجتماعية لها عاداتها الخاصة وهي ليست فرضا بل أعراف متبادلة

ولكن : كيف يتم التعرف على  شخصية الطرف الثاني ؟

قد يكون بالسؤال المباشر أو السؤال غير المباشر للشخص عن نفسه وتطلعاته وعن رأيه  أومعرفة ذلك من سياق الحديث أو الأحداث أو المشاهدات

وهل يمكن القبول والموافقة مع وجود أمور وأفكار  يرجى تغييرها ؟

إن فكرة ( الطرف الآخر سوف يتغير  ) لابد أن  نعرف إبتداء ً أن التغيير لا يتم إلا  بقناعة داخلية ذاتية  نابعة من الشخص ذاته 

لذلك نقول بأن قرار اختيار شريك الحياة  له معايير عامة ومعايير خاصة ( وقد تكون معايير خاصة جداً )

وهل يوجد ترتيب في درجة أهمية أو أولويات تلك المعايير ؟

قد يصعب على الشخص علمياً وواقعياً ترتيب المعايير وفق الاهمية ولكن من الأنسب أن يجتهد الشخص في ترتيب تلك المعايير وفق الاولوية  المطلقة وهي التدين ( وله مظاهر وعلامات سلوكية فضلاً عن السمت ) والتدين والخلق هما قمة المعايير العامة التي يلجأ  إليها الشخص قبل اتخاذ قرار الإرتباط وذلك هدي الإسلام ومنهجه

قال صلى الله عليه وسلم ( تنكح المرأة لاربع لمالها وجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك)

و قال صلى الله عليه وسلم ( إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )

ويلجأ الشخص لعدة تصورات أو نظريات أو معايير  (معايير خاصة ) يضعها نصب عينه أثناء اتخاذ قرار الإرتباط

وهي على النحو التالي :

1- تصور أو نظرية تلاقي النسق القيمي وتشابه الأخلاق والانتماء

أن يكون الشخص  تربى في مناخ وبيئة قيمية وأخلاقية معينة فيتطلع إلى رؤية ووجود هذه القيم في شريك حياته فيبحث الشخص عن هذه القيم وتلك الأخلاقيات لدي الطرف الآخر ولربما اختبر كل طرف مدي ومستوى وجودها لدي الطرف الآخر

2- تصور أو نظرية  التشابه :

أن يبحث الشخص سمت ونمط سلوك الطرف الآخر فإذا وجد تشابهه في نمط السلوك و سمت الشخصية أتخذ قراره بأريحية  

3- تصور أو نظرية التكامل :

أن يبحث كل شخص عن النقص الموجود عنده ليكمل ذلك النقص الطرف الآخر مثل أن يكون الشاب جاد فيبحث عن الفتاة المرحة أو العكس أو أن يكون الشاب قصير فيبحث عن فتاة طويلة. 

4- تصور أو نظرية التحليل النفسي :

أي أن يكون الشخص  متعلق بأبيه أو أمه  ومعجب بشخصية  وأخلاق (الأم أو الاب ) فيبحث عن  الشخص الذي يتحلي بهذه السمات

5- تصورات أخري :

  • أن يكون معيار الارتباط  القرابة
  • أن يكون معيار الإرتباط المعرفة والتعود والجيرة
  • أن يكون معيار الإرتباط قرب المكان والحي السكني
  • أن يكون معيار الإرتباط السن
  • أن يكون معيار الإرتباط الجاذبية ( الكاريزما من حيث التاثير – الجسم والهيئة من حيث النحافة والسمنة والطول والقصر واللون وشكل ووصف أعضاء وأجزاء الجسم )
  • أن يكون معيار الإرتباط علة نفسية ( كعقدة نفسية – نوع الشخصية – أو متلازمات وغيره )  

والسؤال الآن : أي من هذه المعايير أصوب ؟

يصعب على أي إنسان أن يحدد الخيار الاصوب لإنسان آخر في مسألة  قرار اختيار شريك الحياة  وذلك لوجود احتمال الخطأ ولو بنسبة  ضئيلة  ولكن منطقي وسهل واصوب  أن يلجا الجميع لمعيار وضعه الخالق سبحانه وتعالى وجاء في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم (كما أسلفنا ) وهذا مانطلق عليه المعايير العامة التي يجتمع عليها العقلاء

أما باقي المعايير فترجع لاختيارات الشخص وقدراته واحتياجاته

وكيف يتم إجراء الاختيار والمفاضلة بين هذه التصورات ؟

وهذا ما نتناوله بإذن الله في المقال القادم

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *