الزواج سلوك طبيعي حيوي  ضروري  بشرياً ودينياً رغم اختلاف الأعراف والأعراق والمعتقدات , وقد حث الإسلام على الزواج قال تعالى :

( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع )  النساء 3 وقال تعالى :

(وأنكحوا الأيامى منكم و الصالحين من عبادكم وإمائكم) النور 32

وقال صلى الله عليه وسلم ” يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء” متفق عليه وقال صلى الله عليه وسلم ” تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة” رواه النسائي و أبو داود.

ولكون الزواج ضرورة بشرية من حيث الحفاظ على النسل واستواء  واستقرار الصحة العامة والصحة النفسية واعتدال المزاج و ارتقاء الحالة الإيمانية  لكون الزواج
(1)  يثمر  إحصان الفرج والتعفف وغض البصر
(2) يثمر التناسل والتكاثر وحفظ الأنساب
(3 ) حصول السكن و الاستقرار النفسي و العاطفي.
(4) إشاعة الفضيلة والحد من الرذيلة في المجتمع.

ومعلوم أن تأخر أو تعثر أي سلوك فطري حيوي في حياة الإنسان يؤدي الى ارتباك وتوتر ربما يصل إلى  الخلل الوظيفي والعلل الجسدية والنفسية والزواج (بكل عملياته وممارساته الجينية والمكتسبة ) كما أسلفنا سلوك فطري حيوي ضروري إذا تعثر أو تأخر تأثرت  صحة الإنسان البدنية والنفسية و تأثر بالضرورة أداءه وسلوكه لذا نجد أن عظمة الإسلام وعبقرية منظومته التربوية والنفسية والاجتماعية أن يسر الزواج إلى أبسط الحدود من حيث التكلفة    قال النبي صلى الله عليه وسلم ” أعظم النساء بركة أيسرهن مئونة” رواه أحمد ، وتزوجت امرأة بنعلين فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم نكاحها , وقال لرجل التمس ولو خاتما من حديد فالتمس فلم يجد شيئا فقال النبي صلى الله عليه وسلم “هل معك شيء من القران” قال نعم سورة كذا وكذا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” زوجتكها بما معك من القران” ، وقال له رجل يارسول الله إني تزوجت امرأة على أربع أواق يعنى مئة وستين درهما فقال النبي صلى الله عليه ” على أربع أواق كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل ما عندنا ما نعطيك ولكن عسى أن نبعثك في بعث فتصيب منه ”

وقال عمر رضي الله عنه : (لا تغلوا صدق النساء(أي مهورهن وصداقهن ) فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها رسولا لله ” رواه الخمسة وصححه الترمذي.

وتناسقاً وتزامناً مع هذا التيسير وهذه البساطة حث  الإسلام على التدقيق  في الاختيار من حيث الخلق والدين   وحث على نكاح الأيامى وأباح  تعدد الزوجات   وتلك مفاتيح أمان واستقرار وإثمار الفرد والأسرة والمجتمع

فإذا  انتفى التيسير وارتفعت التكلفة من حيث المهر والشبكة والشقة والاثاث والاجهزة و تكلفة حفل الزواج وغيره

وإذا أصبح الأختيار في الزواج اساسه الثروة والمصلحة الدنيوية والمكانة الاجتماعية والصورة الذهنية المتاثره بالميديا والدراما والحياة الغربية وغلب علي السلوك الزيف والتدليس

وإذا شاع في مجتمعنا  غض الطرف والسكوت والتمرير للفعل المنكر (على اختلاف درجاته وأنواعه ) كالمخادنة والمصاحبة والمرافقة والمضاجعة غير الشرعية وغيرها  و إنكار وتعثير يصل أحياناً إلى التسفيه والتجريم والتحريم للسلوك المباح والضروري كالزواج الشرعي بكل صوره وحالاته

فإننا (كمجتمع )  ندفع – حتماً – باتجاه تأزم المجتمع وإيجاد مشكلات  صحية واجتماعية مستعصية ومدمرة للفرد والأسرة والمجتمع

فالحديث عن واقع مجتمعاتنا تخطى البطالة والعنوسة والأمراض النفسجسمانية والاضطرابات النفسية  وتجارة الأعضاء الي حديث متجدد عن وقائع اختفاء وغياب فتيات وانتشارتجارة و تعاطي المكيفات والمخدرات والتعامل مع المواد الإباحية والجرائم الجنسية كأنها  أمور عادية وصولاً إلى ارتفاع معدلات الإدمان و الانتحار .

لذا أصبح  وقاية وحماية الفرد والأسرة والمجتمع واجب تضامني على الجميع يبدأ  باعادة طرح  قيم الإسلام وأدابه وإحياء بساطتة وسماحتة 

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.