: الاعتقادات الخاطئة عن منحي تعديل السلوك:

هناك مجموعة من الاعتقادات الخاطئة الشائعة عن منحني تعديل السلوك نوجزها في التالي:

  • تعرض هذا المنحني لاتهامات عدة، ومعظم هذه الاتهامات ليست أكثر من محصلة لإساءة المبادئ التي يقوم عليها هذا المنحي.
  • لم يكن المنحني السلوكي في يوماً من الأيام قائماً علي افتراض أن سلوك الإنسان لايختلف عن سلوك الحيوان كما يتهمه بعضهم. ونحن عندما نتحدث عن تعديل السلوك الآن إنما نتحدث عن الآف الدراسات العلمية التي أجريت علي المستوي الإنساني.
  • ومن الانتقادات الأخري التي وجهة لهذا المنحني ذاك المتعلق بقضية الأعراض البديلة (أي معالجة السلوك الظاهر، وهو ما يعده بعضهم مجرد غرض لاضطربات نفسية داخلية، لاتكفي وسيترتب عليها ظهور أعراض جديدة بعد المعالجة). ولم تدعم البحوث العلمية هذا الافتراض بل هي تشير إلى معالجة السلوكات غير المقبولة غالباً ما يترتب عليها ظهور سلوكات مقبوله

 

  • مما سبق نستطيع أن نقول أن من الخطأ القول إن المنحني السلوكي لايستطيع التعامل مع السلوكات البسيطة. وأن كل العلوم، بما في ذلك علم السلوك، تنتقل خطوة خطوة من السهل إلي الصعب. وقد ابتدأ المنحني السلوكي حديثاً بدراسة السلوكات الإنسانية المعقدة استناداً إلى ما تم اكتشافه من علاقات وظيفية.

 

  • وأن المنحني السلوكي يقوم علي افتراض أن السلوك الإنساني ليس عشوائياً وإنما يخضع للقوانين لايعني أنه يعامل الإنسان وكأنه آلة. ولكن الانسان يبقي كما كان دائماً. والمنحني السلوكي لا ينظر إلي الإنسان علي إنه مجرد مخلوق سلبي، تهاجمه المثيرات البيئية من كل اتجاه وتفعل به ما تشاء. صحيح أن الإنسان يتأثر بالبيئة، ولكنه يؤثر فيها ايضاً. والإنسان قادر علي ضبط الذات والضبط المضاد، ومعظم سلوكاتة إجرائية (والسلوك الإجرائي هو السلوك الذي يؤثر في البيئة).
  • إن العلاقة التي تخلو من التعزيز هي العلاقة الفاترة. والتعزيز ليس رشوة. فبرامج تعديل السلوك تنظم العلاقة بين التعزيز والسلوك.
  • كما أن اهتمام المنحني السلوكي بالسلوكيات الظاهرة بالذات لايعني عدم الاغتراف بوجود السلوكيات الخفية ( العمليات النفسية الداخلية). ولكن الانهماك في تفسير السلوك بوصفة نتيجة لعوامل نفسية داخلية لا يمكن ملاحظتها أو ضبطها وقد أدي ضبطها إلى ظهور قائمة من النظريات التي تقوم علي التخمين. والحالات النفسية الداخلية هي نوع من أنواع السلوك، وكونها خفية لايعني أنها تخضع لقوانين خاصة بها. ولكنها كالسلوك الظاهر تخضع للقوانين نفسها وتتأثر بالعوامل نفسها.

مناقشة ونقد للمادة والأسلوب:

لاشك في أن المؤلف خبير في مجال مؤلفة، يتجلي ذلك من خلال سيرتة العلمية والزاخرة ونتاجة الفكري المميز ومن خلال ما يطرحة في هذا الكتاب المرجع النادر من نوعه في العالم العربي، والذي استطاع المؤلف فيه أن يجسد محتوي الكتاب في عنوانة وعنوانه في محتواه، والمطلع علي هذا الكتاب المتخصص في مجال تعديل السلوك الإنساني يري أن المؤلف قد استوعب الموضوع محل البحث دراسة، وتمكن من إبراز قدرتة علي العرض العلمي الوافي.

 

حيث قدم الموضوع بصورة متكاملة، بشكل جميل من خلال تبويب راقي، فبدأ في عرضة لكل فصل من الفصول بالتطرق لمدخل عام، ثم فصل فيه حسب التبويب الآنف، وفي بداية كل فصل من الفصول عمد لعرض مفاهيم ومصطلحات وعناصر البحث، ثم أجمل إيجاز محتواه في نهاية كل فصل. وفصول الكتاب تتكامل من حيث الترتيب التدريجي في عرض العلم المبحوث، من خلال تعريفه، ونشأته في الستنيات، وتاريخه، وتحديده وقياسه، ومنهجية البحث فيه، وزيادة وتشكيل خفض السلوك وأسس برامجه، والطرق العلاجية والعلماء ونظريات المساهمين فيه، ولم يغفل النقد الموجه لهذا العلم، والمبررات المفندة للنقّد الموجه له، وقد ضمن المؤلف كتابة الجداول والأمثلة والرسوم التوضيحية التي تسهم في تسهيل فهم المادة العلمية ، ولا نستطيع أن نغفل مهارة المؤلف الأدبية في صياغته للعبارة بشكل رائع وسلس . وهو ينهي كل فصل بالمراجع التي اعتمد عليها، ويُضمن فيها المراجع الأصلية لأصحاب النظريات في هذا المجال ، كما أنه لم يغفل أهمية الرجوع للمراجع القديمة والحديثة ، وكذلك لم يخلوا كتابة من دليل للقراءات الإضافية في كل فصل من فصول الكتاب . فلقد كان الكتاب يبحث في موضوع واحد وهو تعديل السلوك الإنساني وقد عالج المؤلف هذا الموضوع معالجة معمقة وشاملة بحيث استطاع الموازنة في عرض موضوعاته، ولا يخفى على المتتبع لعالم الكتب في البلاد العربية أن الكتاب والمؤلف ذائغ الصبت من حيث كم توزيع كتبه والإقبال على قراءة نتاجه الفكري . والمهتمين بمجال علم النفس والتربية الخاصة يسعون لاقتناء كتبه المتنوعة بدون استثناء . ولهذا الكتاب عدة طبعات وقد اطلعت على ثلاث منها وهي تكشف بجلاء عن الؤلف يقوم بمراجعة كتبه والإضافة إليها وتضمينها المراجع الحديثة ، وقائمة ببعض المجلات العلمية المتخصصة والقراءات  الإضافية الصادرة حديثاً

ويظهر من خلال تتبعي للمكتبات في الكثير من البلدان العربية أن هذا الموضوع لو يُطرق بشكل واسع باللغة العربية، حيث أنني لم أجد في موضوع الكتاب غير كتاب مترجم (السلوك البشري) وهو غير شامل وليس مستوفي للموضوع .

ويوجد كتاب أخر للمؤلف – الدكتور الخطيب – في مجال مشابه يحمل اسم (تعديل سلوك الأطفال المعوقين).

كما أن المتتبع لطبعات هذا الكتاب يرى مدى التطور الذي حظى به في طبعته الأخيرة من حيث جمال العرض ونوعية الورق وروعة الإخراج وحسن النظم والفهرسة ، إضافة لتضمينه موجز عن حياة العلماء المبرزين في مجال دراسة السلوك وتعديله ، كما أةلى المصطلحات أهمية خاصة حيث ذكر كل مصطلح في مكانه المخصص في الكتاب .

وفي الختام : أرى أن يقرر هذا الكتاب كمساق لتخصص التربية الخاصة لما له من أهمية في هذا المجال ولاحتياج العاملين والدارسين لمثل هذا الكتاب الذي يبحث في العلوم السلوكية التطبيقية التحليلية التي تساهم في إحداث نقلة حضارية في عالم النفس التطبيقي وفي المجال الميداني على وجه الخصوص ، وأن يتم التوسع في طرح النظريات كما وضعها أصحابها بشكل تفصيلي وافي يعتمد على البحوث الأصيلة في هذا الميدان . ويُضم له أحد فصول كتاب تعديل سلوك الأطفال المعوقين ، وهو الفصل الي يتحدث عن تصميم البرامج لتعديل السلوك.

 

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *