الأساليب التربوية : الأسلوب الأول : التربية والتعلم بالحب

أكدت الأبحاث أن الابناء يجيدون التعامل مع شفرة( رموز ) لغة الحب سيان كانت من الآباء أو غيرهم وكذلك شفرة الكراهية وهذا ما حل لغز البكاء والنفور غير المبرر من الابناء تجاه البعض فتربية الأبناء (بكل الأعمار ) بالحب والحنان ( المقترن بالحزم عند اللزوم ) تثمر جيلاً ناجحا وهذا ما أشارت إليه أحدث الدراسات السلوكية البريطانية ، فإكساب الابناء كثير من المهارات الحياتية بالحب يوفر كثير من الجهد والوقت دون قمع

كما أوضحت الدراسة التي أعدتها مؤسسة “ديموس” البريطانية للأبحاث، أن تناغم مشاعر الحب والحنان والحزم تكسب الأبناء مهارات التواصل الاجتماعي مبكراً ، وأستعير هنا مقولة جين لكسموند “إن المهم هنا هو تطوير الثقة والحب والحنان المقرون بالضبط والحزم”. وهذا ما يتضح بعمق أكثر خلال السنوات الخمس الأولى
الحب عاطفة إنسانية هو وحده الحياة , والحب حاجة نفسيةلابد من إشباعها وهذه العاطفة أو هذه الحاجة النفسية الفطرية (الحب ) مرتبطة بالبذل والهمة في التقرب وذلك تعلمناه من الحديث القدسي فقد جاء في الحديث : (….و مايزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه…..) وسبحانه وتعالى غني عن العباد ولكن الدرس الذي يمكننا أن نتعلمه هو أن العطاء طريق الحب وهذا العطاء لابد أن يتعدى الواجب والمفروض بل هو عطاء خالص لوجه الله (إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولا شكُوراً (سورة الإنسان الآية 9 ومثل هذا العطاء (أو الحب ) عاطفة (حب ) الأم لولدها ، فهو حبٌ مغروس في أصل طبيعتها جُبلت عليه ولم تتعلمه ومثال ذلك ما سمعه أبو هريرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ( كانت امرأتان معهما ابناهما ، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما ، فقالت صاحبتها إنما ذهب بابنكِ وقالت الأخرى إنما ذهب بابنكِ أنتِ فتحاكمتا إلى داوود فقضى به للكبرى ، فخرجتا على سليمان بن داوود فاخبرتاه فقال : ائتوني بالسكين اشقه بينهما . فقالت الصغرى : لاتفعل يرحمك الله هو ابنها ,, فقضى به للصغرى )
ومن هذه القصة نستنبط معيار الحب الحقيقي وهو رجاء الخير للإبن في كل الاحوال وأسوأها فالأم التي تدعو لإبنها (ولا تدعو عليه ) في غضبها
فحب الأبناء لايتأثر بالإساءة ولكنه يلمع بالإحسان ، وهذا الحب له أبجديات (نقلاً عن د. ميسرة طاهر )

الأبجديات الثمانية للحب :

1. كلمة الحب
2. نظرة الحب
3. لقمة الحب
4. لمسة الحب
5. دثار الحب
6. ضمة الحب
7. قبلة الحب
8. بسمة الحب

كلمة الحب .
كم كلمة حب نقولها لأبنائنا ( في دراسة تقول أن الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكنه لا يسمع إلاّ بضع مئات كلمة حسنة ) .
إن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج الكلام الذي يسمعه ، وكأن الكلمة هي ريشة رسّام إمّا أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان جميلة . فالكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إمّا أن تكون خيّرة وإلاّ فلا .
بعض الآباء يكون كلامه لأبنائه عبارة عن : ( إحباط ، تشنيع ، استهزاء) وينتج عن هذا أبناء يعانون من ( انطواء ، عدوانية ، مخاوف ، عدم ثقة بالنفس (
نظرة الحب .
اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة خفيفة وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة ( أحبك يافلان ) 3 أو 5 أو 10 مرات ، فإذا وجدت استهجان واستغراب من ابنك وقال ماذا تفعل يا أبي فليكن جوابك { اشتقت لك يافلان } فالنظرة وهذه الطريقة لها أثر ونتائج تفوق الخيال .

لقمة الحب .
أثناء اجتماع الاسرة على مائدة واحدة (بعيدأ عن التلفاز والهواتف النقالة و…) ويتفاعل ويتبادل الجميع وجهات النظر والحديث التلقائي وأثناء تناول الطعام يبادر ( ويحرص ) الآباء على إهداء ووضع قطع أو لقيمات في أفواه الابناء أو ملاعقهم أو أطباقهم أو أمامهم مع نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة وصوت حنون
لمسة الحب .
لمس الآباء والامهات للأبناء فمن غير المقبول أن يتحدث الأباء مع الابناء وهم في وضع المقابلة ومتباعدين والأصوب أن يتلامسا فيضع الأب (أو الأم ) يده على كتف الأبن أو البنت فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف نتواصل ونتحاب أثناء الحديث ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يلصق ركبتيه بركبة محدثه وكان يضع يديه على فخذيْ محدثه ويقبل عليه بكله ) فاللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات
دثار الحب .
إذا نام الابن وذهب الأب (أو الأم ) وقبله وهو نائم أو بين النوم واليقظة ثم غطاه بلحافه
هذا المشهد سيكون الابن في مرحلة اللاوعي أي بين اليقظة والنوم ، وسيترسخ هذا المشهد في عقله وعندما يصحو من الغد سيتذكر أن أباه (أو أمه ) أتاه بالأمس وقبله وغطاه ومسح على راسه ورقاه ودعى الله له
بهذا الفعل نكون قريبين منهم بأجسادنا وقلوبنا .

ضمة الحب .
لاتبخلوا على أولادكم بهذه الضمة (الحضن )، فالحاجة إلى إلى الضمة كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء كلما أخذتَ منه فستظلُ محتاجاً له .

قُبلة الحب .
قبّل الرسول عليه الصلاة والسلام أحد سبطيه إمّا الحسن أو الحسين فرآه الأقرع بن حابس فقال : أتقبلون صبيانكم ؟!! والله إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحداً منهم !! فقال له رسول الله أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك .
إن القبلة للابن هي واحد من تعابير الرحمة ، التي ركّز عليها القرآن وقال الله عنها سرٌ لجذب الناس إلى الدين

وننصح الاباء بالتأكيد على الآتي :
• الاحترام: تعليم الأولاد في أولى مراحلهم المبكرة احترام الآخرين
• الثبات والحزم: على الأم أن تكون حازمة وثابتة الرأي فيما يتعلق بالمهام المطلوبة
• ليكن واضحاً أن الحياة ليست حلوة دائماً فيجب عدم الخوف الشديد من أن تُخيبي ظن أولادك أو إغضابهم وعلينا الإطمئنان والتأكد من ثمار التربية بالحب مع الحزم (بتوازن يناسب احتياجات المرحلة السنية ) ومن هذه الثمار :
o النضج وضبط النفس
o الاعتماد على النفس
o الثقة بالنفس
o التعاطف والتفاهم و المساعدة
o تحمل المسؤولية
o الاحترام وحسن الخلق
o السعادة ( تربيتك للطفل بين اللين والشدة ، تخلق طفلاً أكثر سعادة في حياته )

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *